ما هي أنواع الذكاء
الذكاءات المتعددة
تعددت النظريات حول التكوين العقلي لدى الإنسان، حيث بيّنت هذه النظريات رؤية العلماء للتكوين العقلي، وأهم أساليب القياس والتقويم لذكاء الإنسان، حيث أكد جاردنر عالم النفس أنّه لا يوجد هناك ما يُسمى ذكاءً واحداً، وإنما يوجد لدى الإنسان ذكاءات مُتعددة، وأنّ جميع الأشخاص لديهم سبعة أنواع من الذكاءات، تختلف درجتها من شخص إلى آخر، وقد ذكر أهمية النظرية القائمة على الذكاءات المتعددة، وبيّن أنّ الذكاء الذي يُقاس بالطريقة التقليدية لا يُحدّد إلا مجالاً معيناً، بينما الذكاء الذي يتمّ قياسه وفقاً لمنظور الذكاءات المتعددة ينظر إلى الذكاء على اعتباره قدرةً سيكولوجية بيولوجية، وهذه النظرية نظرية جاردنر في الذكاء، تصف سبعة أنواع مختلفة من الكفاءة لدى كل فرد، ويمكن زيادتها إذا وُجد التحفيز والتشجيع، وقال عبد الواحد الفقيهي أنّ أنواع الذكاء قد تصل إلى خمسة وعشرين نوعاً، وهذا يدل على الإمكانيات الإنسانية العظيمة والقدرات الضخمة
تعريف نظرية الذكاءات المتعددة
نموذج معرفي يبين كيف يستطيع الإنسان أن يستخدم ذكاءاته المتعددة لحل المشكلات بطرق مختلفة، ويركّز على العمليات التي يقوم بها عقل الإنسان في عملية تناوله لمحتوى الموقف حتى يصل إلى الحل المطلوب.
أنواع الذكاء
الذكاء موجود لدى جميع الأشخاص العاديين، فلا يوجد شخص ذكي وآخر غبي كما يعتقد الكثير من الناس، وإنّما هناك أشخاصٌ أذكياء في مجال وتخصص واحد، وآخرون أذكياء في مجالات عديدة أخرى، ومن الطبيعي جداً أن تجد من يمتلك أصنافاً وأنواعاً متعددة من الذكاء، إلّا إنّه من النادر أن يكون هناك شخصاً طبيعياً لا يمتلك ولو نوعاً واحداً من أنواع الذكاء على الأقل. وأنواع الذكاء كما قسمها وليم كرامز ثمانية هي:
الذكاء الحركي أو الجسدي
أصحاب الذكاء الحركي يميلون إلى استخدام أجسادهم بشكل كبير، ويتحركون كثيراً، فمثلاً يقومون بأعمال البناء والتشييد، أما الرياضات التي يفضلون أن يمارسوها فهي الرياضات الحركية، مثل كرة القدم أو الرقص أو أي نشاط آخر يتطلب من الشخص الحركة الجسدية، وطريقة تعلُّم هذه الفئة تكون من خلال الأعمال التي يقومون بها بأيديهم، فيُفضّلون هذه الطريقة على التعلم بالقراءة أو السمع، فهم يملكون الذاكرة الحركية؛ إذ يتذكرون أحداث ومعلومات قامت أجسامهم بها بوضعية ما في نفس وقت الفعل المراد تذكُّره.
الذكاء التفاعلي أو الاجتماعي
الأشخاص الذين يتميزون بالذكاء التفاعلي أو الاجتماعي يميلون إلى مخالطة الناس ويحبون التفاعل معهم، فهم اجتماعيون لدرجة عالية، ولا يُفضلون العزلة، ويحبون أن يشاركوا الناس في أنشطتهم المختلفة، ويفهمون أمزجة الآخرين ومشاعرهم ودوافعهم.
الذكاء اللغوي
من يتميزون بهذا الذكاء من الناس يُقدّرون الكلمات بشكل جيد، ومعانيها، ومرادفاتها، ويميلون إلى تعلم العديد من اللغات؛ لسهولة الأمر عليهم، ولقوة ذاكرتهم اللفظية التي تُساعدهم على تذكُّر الألفاظ ومعانيها بكل سهولة ويسر. أمّا طرق التعلم التي يُفضلونها فتكون عن طريق الكلمات سواءً كانت مسموعةً أو مكتوبةً، ومن الأنشطة التي يميلون إليها حضور المحاضرات والمناقشات، وقراءة الكتب، ورواية القصص للآخرين.
الذكاء المنطقي أو الرياضي
أصحاب هذا النوع من الذكاء يفضلون القيم، والمفاهيم المجردة فيحبون أن يُعيدوا كل شيء إلى أصله، في فهم وتحليل الأمور، ويستخدمون المنطق في معرفة أسباب الظواهر، ويكون تفكيرهم وحديثهم مرتكزاً على الأرقام، والنسب المحددة، أما الأعمال التي يُفضلون التواجد فيها، فهي الهندسة أو البرمجة، و العمل كعلماء في المجالات المختلفة.
الذكاء الطبيعي
تمّ نسب أصحابه إلى الطبيعة؛ لأنّهم يحبون الطبيعة، ويفضلون التواجد فيها، ومشاهدة الحيوانات؛ لأنهم يميلون إلى التواصل والتفاعل مع كل من في الطبيعة والحيوانات، ويسعون لفهم حقيقة الروابط بين الظواهر الطبيعية، وفهم حقيقة ترابط الطبيعة نفسها مع بعضها.
الذكاء الشخصي أو الفردي
أصحاب الذكاء الشخصي لديهم القدرة على فهم أنفسهم بشكل جيد، وفهم مشاعرهم، ويستطيعون أن يصنّفوها بسهولة ويُسر وقت شعورهم بها، وبالتالي هم أشخاص حدّدوا الأهداف التي يُريدونها جيداً، وكذلك حددوا دوافعهم الشخصية وراء أفعالهم، فهم يحلّلون سلوكهم الشخصي، ويُحبّ هؤلاء الأشخاص العمل بمفردهم، ويركزون بشكلٍ عالٍ في أداء الأعمال والمهام التي يقومون بها، ولذلك يكرهون المقاطعات أثناء تأديتهم أعمالهم، ويسعون للكمال والمثالية.
الذكاء الفراغي أو المكاني
أصحاب هذا النوع لديهم قدرة عقلية كبيرة على الخيال والتصور في الأمور التي تتعلق بالصور، والهياكل، ويتقنون الرسم ويُدقّقون في أهم التفاصيل الخاصة باللوحات الفنية، فهم يقدّرون الصور والأعمال الفنية الأخرى، وأمّا الأعمال التي يميلون إليها وتخدم ذكائهم الذكاء الفراغي هي العمل كمصورين، أو مهندسين معماريين؛ حتى يبدعوا في هذا المجال، أو العمل في التصميم، أو الرسم، فجميع هذه الوظائف تربطها قدرة العامل فيها على التخيُّل في ما يتعلق بالصور والأماكن والفراغات.
الذكاء الموسيقي
أصحاب الذكاء الموسيقي هم أصحاب الحس العالي بالموسيقى والأغاني، ويُحبّون العزف على الآلات الموسيقية، ولديهم القدرة على تمييز الأصوات بسهولة كبيرة، أمّا الأعمال التي يميلون إلى العمل فيها هي كمُلحِّنين وموسيقيين، أو أن يكونوا مغنيين أو عازفين.
أسس ومبادئ الذكاءات المتعددة
هناك بعض الأمور التي على الفرد معرفتها وتذكُّرها نظراً لأهميتها، وهي:
- كل شخص يمتلك الذكاءات السبعة كلها، وهذا يعني أنّ نظرية تعدُّد الذكاء لدى الشخص هي نظرية تُبيّن الأداء الوظيفي المعرفي له، وبالتالي فهي لا تُحدّد الذكاء الذي يلائم كل شخص، بل تُبيّن أنّ لدى كل فرد قدرات معينة في الذكاءات السبعة، وهذه الذكاءات السبعة تقوم بوظيفتها بطرق مميزة لكلّ شخص، ولعلّ البعض من النّاس يكون لديهم الأداء الوظيفي عالياً جداً في جميع الذكاءات السبعة كلها أو في معظمها، بينما يكون هناك أناس آخرون يكون مستوى الأداء الوظيفي لديهم منخفض جداً، وبالتالي مكانهم المناسب هو مؤسسات المعاقين نمائيّاً، وبمعنى آخر أنّه يوجد لديهم نقص في جميع جوانب الذكاء المختلفة، ويتبقّى معظم الناس الذين يكون موضعهم بين هذين المستويين من الذكاء؛ المستوى الأعلى والأكثر ذكاءً وتطوراً، والمستوى الأدنى ذكاءً؛ حيث تكون بعض الذكاءات لديهم متطوّرة، وبعضها نامٍ، والباقي يكون نموّه منخفضاً نسبياً.
- يستطيع أكثر الناس تنمية الذكاءات لديهم إلى مستوى جيّد من الكفاءة، على الرغم من أنّه قد يُعتقد لدى البعض من الأشخاص وجود القصور في نواحي معينة من الذكاء لديهم، فيجلسون يندُبون حظهم على ذلك، ويعتبرون ذلك من أكبر مشكلات حياتهم التي تمرّ بهم، وأنّه من المستحيل علاج مثل هذه المشكلة؛ إلّا أنّ أصحاب التخصص في هذا المجال أمثال جاردنر يرون أنّ الإنسان لديه القدرة على زيادة مستوى الذكاءات بالسبعة لديه وتنميتها إلى مستوى مرتفع من الكفاءة والأداء إذا توافر له الإثراء والتشجيع المناسب والثقافة والتعليم الأمثل.
- آلية عمل الذكاءات المتعددة يكون بطرق مركّبة، فهي تعمل معاً حيث يتفاعل كل ذكاء مع الآخر؛ لأنّه لا يوجد ذكاء منفرد بذاته في الحياة إلا في حالات خاصة كالأشخاص الذين يعانون من تلف في المخ، أما الأشخاص الطبيعيون فإنّ تفاعل الذكاءات السبعة مع بعضها عندهم يبدو واضحاً في كثير من أمور حياتهم، فمن أراد أن يطهو وجبةً غذائيةً، عليه أن يقرأ الوصفة من كتاب، وهذا هو الذكاء اللُّغوي، وقد يُقسّم المقادير إلى نصفين، وهنا استعمل الذكاء المنطقي الرياضيّاتي، وربما يختار ألواناً متعددة من الطعام تُناسب أذواق جميع أفراد الأسرة، وبذلك استخدم الذكاء الاجتماعي، وراعى في طهوه للطعام أن تتناسب مع شهيّة الأفراد وميولهم وهذا ذكاءٌ شخصي، فالمُلاحظ أنّ من قام بإعداد وجبة بسيطة قد استعمل العديد من أنماط الذكاءات ليُحضّر هذه الوجبة، فالذكاءات تتفاعل مع بعضها لتعمل معاً بصورة مركّبة.
- يستطيع الإنسان أن يكون ذكيّاً في كلّ فئة وبطرق كثيرة؛ لأنّه لا توجد قوانين تُبيّن الخصائص التي يجب توافرها في الشخص حتى يتم اعتباره ذكيّاً في مجال معيّن، فقد يكون شخصاً غير قادر على القراءة مثلاً، ورغم ذلك تجده يتميّز بقدرة لغويّة عالية تمكّنه من سرد قصة ممتعة، أو لا يجيد شيئاً من أنواع اللعب وأنشطته المختلفة، ومع ذلك تجده يمتلك من الذكاء الجسمي الحركي ما يجعله ينسج السجادة أو يقوم بزخرفة عالية الدقّة، فنظريّة الذكاءات المتعددة تُتيح للأشخاص إظهار ما يتميزون به من مواهب وذكاءات بطرق متنوعة.