مفهوم القراءة
يمكن تعريف القراءة بشكل عام على أنها تلك العملية النفسية العقلية التي من خلالها يُحوِّل القادرون على قراءة لغة محددة الرموز المكتوبة إلى رموز منطوقة، وبشكل عملي فإن القراءة تتم من خلال معرفة اللغة التي كتبت بها الرموز في النصوص المكتوبة، ولا بد من معرفة اللغات وفهم معاني كلماتها من أجل التوصل إلى معاني الكلمات والجمل الكلامية في نص محدد، وتبدأ عملية القراءة مع بداية تكوين الوعي والإدراك لدى الأطفال من أجل اكتساب اللغات الأم، حيث تعد القراءة من أهم الركائز التي تعتمد عليها عملية التعليم من أجل فهم محتوى النصوص في كافة المناهج الدراسية، وهناك العديد من أنواع القراءة التي يختص كل منها بصفات محددة، ومن هذه الأنواع القراءة التمهيدية السريعة.
من فوائد القراءة التمهيدية السريعة
هناك العديد من فوائد القراءة التمهيدية السريعة والتي يستفيد منها مُمارسو القراءة مهما اختلفت النصوص أو المواد التي يتصفحونها خلال قراءاتهم المختلفة، ومن أبرز فوائد القراءة التمهيدية السريعة ما يأتي:
- زيادة معدل القراءة العام لدى القارئ من خلال تصفح عدد أكبر من النصوص المكتوبة خلال الفترات المخصصة للقراءة.
- الحصول على قدر أكبر من المعرفة بسبب مطالعة عدد أكبر من المواد على اختلاف مستوياتها العلمية والثقافية والمعرفية.
- المساهمة في زيادة الوعي العام في المجتمعات الإنسانية، وخلق جيل مثقف قادرة على فهم الواقع من حوله ومعرفة أنماط تفكير وتحليل وفهم جديدة.
- زيادة معدلات الذكاء لدى القراء من خلال تمرين العقل على استيعاب عدد أكبر من المعلومات في فترات زمنية أقل نظرًا لزيادة معدلات القراءة خلال عملية القراءة السريعة مقارنة بالقراءة البطيئة أو بمعدلات القراءة الأقل.
- توفير قدر أكبر من الوقت لدى القارئ من خلال الحصول على المعرفة في وقت أقل، فعندما يقرأ أحد الأشخاص كتابًا يحتوي على 200 صفحة خلال القراءة السريعة فإنه يستهلك وقتًا أقل من قراءة نفس الكتاب قراءة بطيئة، مع ملاحظة أن القراءة السريعة لا تؤثر على مقدار فهم الشخص للمادة التي تُقرأ، وبالتالي فإن ذلك يجعل القارئ السريع في سعة من الوقت مقارنة بغيره.
- زيادة قدرة الإنسان على ربط المادة التي يقرأها بالصورة التي تتشكل أمامه من الأفكار والمعاني التي تُطرح في النصوص، حيث تترابط الأفكار بشكل أكثر سرعة وسلاسة في القراءة السريعة مما يساعد على تقليص الفجوة بين النص القرائي الجامد والأفكار المتوالدة من هذا النص، على عكس الأمر في القراءة البطيئة التي يكون فيها توارد الأفكار وتشكّلها في ذهن القارئ بشكل بطيء بسبب بطء الوصول إلى الأفكار في النصوص.
أنماط القراءة التمهيدية السريعة
هناك مجموعة من الأنماط أو الطرق العملية التي يمكن استخدامها في عملية القراءة التمهيدية السريعة والتي من خلالها يتمكن القارئ من قراءة عدد أكبر من الكلمات في مدد زمنية أقل مقارنة بالطرق الأخرى المستخدمة في عمليات القراءة متوسطة السرعة أو القراءة البطيئة، ومن أبرز أنماط القراءة التمهيدية السريعة ما يأتي
- التصفح البصري: من خلال هذه العملية يقوم القارئ بتصفح النص من خلال إرسال النظر إلى الكلمات في النصوص بشكل سريع من أجل الوصول إلى الفكرة العامة التي تتحدث عنها كل فقرة في النصوص المكتوبة، ويختلف القرّاء من حيث قدرتهم على التصفح البصري السريع، فهناك من يستطيع ممارسة هذا النوع من التصفح تلقائيًا، والبعض الآخر يحتاج إلى التدريب على التصفح السريع لإتقانه، وقد يصل القارئ خلال التصفح البصري السريع إلى قراءة نحو 700 كلمة خلال دقيقة واحدة فقط.
- منظِّمات القراءة: من خلال هذه العملية يقوم القارئ بتصفح النص من خلال استخدام مجموعة من الأدوات التي تعمل على تتبع النصوص المكتوبة بوضع منظم القراءة أسفل الكلمات المراد قراءتها ومن ثم تحريك منظم القراءة مع النص بشكل سريع للحصول على المعلومات التي تحتوي عليها النصوص المكتوبة، وقد يكون منظم القراءة باستخدام مؤشر محدد أو باستخدام أصابع اليدين، وتساعد هذه الطريقة على توجيه العين باتجاه الكلمات بشكل أسرع وأكثر تركيزًا من أجل قراءة النصوص واستيعاب معاني الكلمات فيها بشكل أسرع
